من منا لا يستعمل بشكل يومي ودائم برامج الدردشة التي تسهل التواصل بين الأصدقاء، الأقارب، أو حتى زملاء العمل وبالتالي تحل الكثير من المشاكل العالقة ببعض الأحرف أو العبارات، ومع الإنتشار الواسع لهذه الظاهرة إنتشرت الأشكال المختلفة والتي تسمى الإيموجي، فمن أين بدأت وكيف تسهل عملية التواصل بين كافة مستخدمي هذه البرامج.
الإيموجي هو مصطلح ياباني بدأ التداول به في اليابان حيث
ازداد استخدام الرسائل المصورة كوسيلة للتواصل، فكانت Emoticons اللغة
الاكترونية المعتمدة بين رجال الأعمال والموظفين آنذاك، وبعد اكتشاف شركات
الموبايل هذا التوجه في استخدام الصور التي هي آكبر بكثير من الرسائل
النصية أطلقوا الرموز التعبيرية وهي Emoji. فما هو الفرق بين Emoji و
Emoticons؟
Emoji والتي طورها دوكومو عام ١٩٩٩ هي مجموعة لامحدودة من
الرموز التصويرية المستخدمة لأهداف مختلفة، بما فيها الرموز التي تعبر عن
العواطف أما Emoticons والتي ابتكرها سكوت فاهلمان عام ١٩٨٢ فهي تنقسم الى
شقين، النص والصورة، حيث كانت النسخة الأولى هي نص ثم تطورت الى صورة،
ومعظم الرموز النصية لديها نسخة تصويرية، هذا يعني أن Image Emoticons هي
في الحقيقة emoji وتحديدا هي جزء من الإيموجي استخدمت للتعبير عن المشاعر.
ويعود سبب اختراع هذه اللغة في اليابان الى صعوبة ايصال
الأفكار نظرا لكثرة استعمال الأحرف في الرسالة بهدف التعبير عن كلمة واحدة
ومن الممكن أن لا توصل المشاعر المقصودة، فلذلك كانوا يفضلون المحادثة
المباشرة وجها لوجه أو عبر الهاتف لتفادي اي سوء فهم، فكانت الإيموجي هي
الحلم للكثيرين، خاصة وأن اليابانيين لديهم تجربة ارسال القلب للتعبير عن
المشاعر في الرسالة، وجاءت تعابير الوجه كحل وحيد عند مطور هذه اللغة
شيغيتيكا كوريتا، الذي كان يطمح لإختراع تعبير لا يأخذ من حيز الرسالة الا
حرف واحد.
وبدأ الحلم يتحول الى حقيقة عند كوريتا الذي توجه بالأفكار
الى الشركات المختصة من أجل تطويرها، واشتدت المنافسة عندما اطلقت الشركة
المنافسة سوفت بنك الإيموجي الخاص بها والتي تتضمن أشكال مختلفة ثابتة
ومتحركة، وفي عام ٢٠٠٥ أصبحت تعمل تلك الرموز على كافة أجهزة الموبايل،
وطورت سوفت بنك تصميم دوكومو وهو التصميم الأولي للإيموجي، وإنتشرت الأن
بين مختلف الشركات وأصبحت اللغة المسيطرة علي تويتر، إنستغرام، تامبلر،
سكايب أو برامج جوجل المختلفة.
أما قصة الإيموجي مع الآيفون فهي قديمة، بعد إصدار آيفون iOS
2.2 في أميركا ذهب ستيف جوبز الى اليابان للعمل على تسويقه نظرا لتقدم سوق
التقنية في اليابان، حيث بلغ عدد مستخدمي الموبايل ٨٠ مليون، فلاحظ أن
الآيفون يفتقد الى الكثير من المميزات التي يحبها مستخدمي الموبايل هناك ما
جعل جوبز في موقع ضعيف، الى أن أتت شركة سوفت بنك، خامس أكبر شركة مشغل
موبايلات في اليابان، التي اتفقت معه على ادخال الإيموجي مقابل نسبة معينة
من الأرباح، وبهذه الخطوة دخلت الإيموجي عالم الآيفون، الذي طورها وتفرد
ببعض المميزات الخاصة مع iOS5.
الأن تعتبر هذه اللغة أساسية بين اللغات الإلكترونية، حيث
إنتشرت وتغلغلت بين كافة الأجهزة، ولأهميتها لا بد من ذكرها أثناء الحديث
عن اللغات التي تعرفها، فإذا سألك أحد ما هي اللغات التي تتقنها، لا تنسى
ذكر لغة الإيموجي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق